مصطلح المثاقفة - ظهوره ومعناه

مصطلح المثاقفة - ظهوره ومعناه

مصطلح المثاقفة - ظهره ومعناه

       يتناول مصطلحين مهمين هما النقد العربي والمثاقفة وهو مصطلح معاصر ظهر مع أواسط القرن 19 وفيه معنيان:

المعنى 1: التفاعل الثقافي بين الأمم والشعوب مع الواقع الذي يعيشه العالم "النزعة الاستعمارية بين المستعمر والمستعمر"، تفاعل ثقافي مبني على المنازعة أي نزع ثقافي لأخرى.

المعنى2: تفاعل ثقافي بين شعوب مختلفة في إطار الإحترام لكل خصوصياته وقيمته، وهذا التبادل إنما إضافة وتكامل بين الأمم المختلفة.

      زياد الزعبي:"المثاقفة بمعنى عمليات التبادل الفكري الثقافي بين الثقافات وليس بالمعنى الانبريالي الذي تحددها نابع من النزعة الاستعمارية يحددها بين علاقة متفوقة وأخرى مختلفة، هذا المعنى للمثاقفة الذي تشكل في إطار العلاقة بين المستعمر والمستعمر، كأن له سياق تاريخي الذي هو وجود الإستعمار وهذا يعني أن لمثاقفة تخفي موقفا امبرياليا وأكثر من ذلك فإن الناقد حين يبحث عن المثاقفة في الأدب فإنه يبحث عن تأثير أدب المستعمرين للمستعمرين الآن وسابقا"، والدارس للزعبي يرى أن المثاقفة استوت عند الدارسين مفهوما يغلقه الهاجس الامبريالي الاستعماري، وكأنه ينفي بذلك وجود هيمنة ثقافية للغرب على الشرق ولا يرى من المثاقفة إل ذلك التبادل الفكري والثقافي الندي والمتوازن. 

     أما عز الدين المناصرة وكتابه"المثاقفة والنقد المقارن" فيرى أن التفاعل الثقافي العالمي الطبيعي أمر واقعي مرغوب، فالثقافات حين تتفاعل تلقائيا تؤكد على مفهوم القرية العالمية بعد الثورة التقنية العالمية وبعد ثورة المواصلات والإتصالات، فالتواصل والتفاعل أصبح أمرا واقعيا لا مفر منه والعالم يزداد تشوقا للتفاعل والتواصل، ومن الطبيعي أن التفاعل الثقافي والأدبي أيضا أصبح أمرا واقعيا لتوحيد العالم عبر التعديلات الثقافية التي تساهم في إثاء الثقافات العلمية، ولكن مسألة التفاعل مسألة إشكالية أي أن التفاعل ليس مثاليا لأن شروط التفاعل تميل لصالح فرض شروط (المركزية الأنجلوفرونكوفونية) على آداب العلم العربي والصيني واليباني والإفريقي والأمريكي اللاتيني، ومزال هذا الاختلاف قائما في ظل الهيمنة للنظام الجديد وتقاليده الثقافية، فالمثاقفة كانت تعني التكييف القهري لإرادة ثقافة المستعمر ثم وصلت إلى مفهوم الدعوى إلى التفاعل الطبيعي شروط المركزة الانجلوفرونكوفونية وهي الحال الراهنة لمفهوم التفاعل، فالثقافة بإعتبارها تفاعلا بين الثقافات ماهي في نظره إلا تأثيرا للثقافة الغربية وتأكيدا لغلبيتها، وهو رأي يتماشى مع الرأي الغربي، ويرى صاحب كتاب "نهاية التاريخ" أن الثقافة الغربية بمكوناتها الرئيسية العقلانية واللبرالية الديمقراطية ومنظومة حقوق الانسان ليست فريدة من نوعها فقط، بل إنها تعتبر غاية التاريخ البشري بالمختصر المثاقفة.

وفي النهاية تأرجحت مفهوم المثاقفة في موقفين:

أولا: المثاقفة باعتبارها تفاعلا فكريا وثقافيا متكافئ الأطراف المبني على المساواة والندية والإحترام.

ثانيا: المثاقفة باعتبارها إجتياحا و إستعمارا فكريا و ثقافيا للقوي على الضعيف. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق