نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني - مفهوم و منطلقات

 

نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني - مفهوم و منطلقات

نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني - مفهوم و منطلقات 


يعتبر عبد القاهر الجرجاني 400ه أول عالم أخرج النحو من نطاق شكليته و جفافه و ذكر أن القرآن الكريم معجزة في نظمه و حسن تأليفه كما قرن بين التنظير و التطبيق و عد واضع أسس المنهج التحليلي في الدراسات النقدية، دافع عن الشعر و إعتبره أرض البلاغة الخصبة ثم عن النحو بإعتباره ركيزة تقوم عليها نظرية النظم، فأخذ يوضح مواقع النظم و ذلك بشرح نظريته و إثباتها و تعليلها.

-1 تعريف عبد القاهر لنظرية النظم :

   *لغة: بمعنى الجمع و النظام و الربط و التأليف و الذي يراد به ضم الكلمات المتخيرة على الوجه الذي يقتضيه المنطق.

   *كما يرى أن النظم هو تعليق الكلم بعضها ببعض و جعل بعضها بسبب من بعض وأن تضع الكلام الوضع الذي يقتضبه علم النحو، و كذلك هو البناء اللغوي للجملة وفق ما يقتضيه المعنى لهذا جعل هناك فرق بين نظم الحرف و الكلم و كذلك فرق بين النظم و النحو على النحو التالي:

 أ‌.  الفرق بين نظم الحرف و الكلم:

* هو تواليها في النطق فقط و ليس نظمها بمقتضى عن المعنى.

* تقتضى في نظمها أثار المعاني و ترتيبها على حسب ترتيب المعنى في النفس.

ب‌. الفرق بين النظم و النحو:

            * النظم يكون في حسن التخير و النظر في وجوه كل باب مثل الخبر و التوكيد و الشرط.

            * أما النحو فلا يحتاج إلى جهد و معاناة أي أن تبدأ مهمة البلاغة عند نهاية مهمة النحو.

   * النظم هو توخي معاني النحو و أحكامه فيما بين الكلم من علاقات و قد إرتكز على 3 دعائم:

أ- ترتيب المعاني في النفس بموجب أعمال العقل و الفكر.

ب- مراعاة السياق و المواقع و التأليف و يقصد فيه ضم الكلام بعضه إلى بعض.

جـ- توخي معاني النحو أي وضع الكلام الذي يقتضيه علم النحو.

2- مكونات نظرية النظم وعلاقتها بعلم المعاني و البيان:

تحدث الجرجاني على نظرية النظم و علم المعاني بأن المعاني وعاؤها الألفاظ و الثانية وظيفتها خدمة الأولى ولابد في النظم أن تتوخى معاني النحو و أنه من المهم معرفة مدلول تلك العبارات و أن علم البيان وسائل ضروب المجاز وهي من مقتضيات النظم، ففي علم المعاني يتم التقديم والتأخير(تقديم على نية التأخير،التقديم لا على نية التأخير) وكذلك الحذف، أما بالنسبة علم البيان مثل التشبيه و الإستعارة، و يرى أن من خصائص النظم هي في الحقيقة جزء لا يتجزأ من معاني النحو ففكرة النظم لم تكن من إبتكار القاضي عبد القاهر الجرجاني.

3- نظرية النظم و أثرها في النقد الأدبي:

جعل الجرجاني النظم أساسا للنقد و مرجعا في بيان القيمة الفنية كما جعل للنظم قوانين ترشد الذوق العربي، فإتخذوا النظم أساسا يرجعون إليه في تناولهم للأعمال الأدبية بالنقد و التحليل .

*ملاحظة: يعتبر كتاب أسرار البلاغة أسبق من كتاب دلائل الإعجاز .

4- جهود الجرجاني في البحث البلاغي:

البلاغة هي الإيجاز من غير عجز و الإطناب في غير خطل و هي التي سمعها الجاهل فظن أنه يحسن مثلها، إن مباحث علم البيان و علم المعاني لم تتبلور في نظرية بلاغية متكاملة إلا على يد الجرجاني وقد كان فضله على علم المعاني أضعاف علم البيان الذي كان إهتمامه محدودا.

5- أسس و خصائص نظرية النظم:

*إن نظم الألفاظ يجب أن يقترن بترتيب المعاني، لأن المعاني هي الأساس الذي يجب أن يراعى عند نظم الكلام، ثم تأتي الألفاظ لتستوعب هذه المعاني كما قال الجرجاني "أن الألفاظ لا تفيد حتى تؤلف ضربا خاصا من التأليف و يعمد بها إلى وجه دون وجه من التركيب و الترتيب". وهي على النحو التالي من الأسس: ( النظم، الترتيب، الموقع، التعليق، الصياغة)

* التأليف هو النظم و من خصائص النظم عن الجرجاني هي:

  - حسن الإختيار لأصوات الكلمة.

  - تعليق الكلمة في ذاتها.

  - تعليق الكلمة بما يجاورها و ليس ضم الكلمات كيفما جاء.

  - مراعاة الموقع النحوي الأصيل حسب ما تقتضيه بيئة العربي.

  - مراعاة المعنى المباشر (السطحي) و المعنى الغير مباشر (العميق).

6- سبب إنشاء نظرية النظم:

1-  إثبات إعجاز القرآن الكريم عن طريق نظمه.

2-  رغبة عبد القاهر الجرجاني في تصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة عند كثير من الناس عن علم البيان و عن الشعر والإعراب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق