عمود الشعر في النقد العربي القديم


عمود الشعر في النقد العربي القديم


عمود الشعر في النقد العربي القديم

في العصر العباسي أخذت العملية النقدية في تطور كبير إلا أن صارت علما قائما له قوانين لا تنفصل عن الأدب في كل حال من الأحوال، فقضية عمود الشعر من القضايا النقدية التي حضت بإهتمام كبير من نقاد الأدب العربي قديما وحديثا، كما تبلورت عند المرزوقي والتي صدرت عن طريقة العرب في قول الشعر، بالإضافة إلى كل من حاول ضبطها من النقاد كالجرجاني والآمدي  .

-1 تعريف عمود الشعر :

هو القوام الذي تقوم عليه القصيدة العربية ولا تستقيم إلا به وهي الطريقة المعهودة في نظم الشعر قديما أي العصر الجاهلي، أول من إستخدم المصطلح هو الآمدي 337ه في كتابه الموازنة (البحتري وأبي تمام) ، كما قام فيها الآمدي بإخراج أبي تمام من عمود الشعر بسبب إستعارته البعيدة ومعانيه المولدة (الجديدة المعقدة).

2- عناصر عمود الشعر عند الجرجاني:

سلك الجرجاني مسلك الآمدي في عمود الشعر حيث قام بإستخراج عناصر عمود الشعر من شعر المتنبي على الشكل التالي:

أ‌.       شرف المعنى و صحته.

ب‌. جزالة اللفظ وإستقامته.

ت‌. مقاربة التشبيه.

ث‌. الغزارة في البداهة.

ج‌.   كثرة الأمثال السائرة و الأبيات الشريدة.

قام الجرجاني بإستبعادة الإستعارة سواء كانت قريبة أم بعيدة، حيث كان عمود الشعر عنده أفسح مجالا ورحب بالمعاني الحضارية.

3- المرزوقي وعمود الشعر:

المرزوقي 421ه يرى أن المتلقي يفقد المعيار الذي يستطيع به أن يقف على المتميز من فنون القول وأن يحدد درجته من الجيد أو المتوسط أو الردئ، كما يقسم في عرض وصفي لأحوال الأدباء وموقفهم إلى قسمين: 1-أنصار اللفظ 2- أنصار المعنى.

4- المرزوقي وعناصر عمود الشعر:

عناصر عمود الشعر عند المرزوقي تشترك مع عناصر عمود الشعر عند الجرجاني كما قام بإضافة بعض العناصر الجديدة و هي على النحو التالي:

أ‌.       شرف المعنى.

ب‌. جزالة اللفظ و إستقامته.

ت‌. تقارب التشبيه.

ث‌. إصابة الوصف.

ج‌.   تلاؤم بين المستعار له والمستعار منه.

ح‌.   مشاكلة اللفظ للمعنى وشدة إقتضائه له.

خ‌.   إلتحام أجزاء النظم مع تخير الوزن اللذيذ.

دور المرزوقي لم يكن معياريا أو وصفيا، حيث  كان لا يخرج الشاعر من عمود الشعر وإنما يقوم بإخراج البيت الشعري أو شطر بيت و كان يهتم بالتفاوت النسبي بين الشعراء والذوق الفردي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق