نظرية النظم قبل عبد القاهر الجرجاني

 

نظرية النظم قبل عبد القاهر الجرجاني


 نظرية النظم قبل عبد القاهر الجرجاني

فكرة النظم في مباحث النقاد قبل عبد القاهر الجرجاني أشار إليها العرب من النحاة و البلاغيين و كذلك الهنود كما ذكر أرسطو، وهي عبارة عن "ضم الشيء و تنسيقه على نسق واحد كحبات اللؤلؤ المنتضمة في سلك"، و أقدم إشارة هي عبارة إبن المقفع التي تشير إلى صياغة الكلام، كما قال إبراهيم النظام 231ه إلى "أن القرآن الكريم معجزة بـالصرفة"،أما بالنسبة لبشر بن المعتمر210ه فقد تحدث عن علاقة اللفظ بالمعنى وهي "أن يبتعد عن التوعر و يبحث عن الألفاظ الكريمة للمعاني الكريمة" و كل هذا عبارة عن إشارات لمصطلح النظم الذي لم يذكره بشر.

-1 فكرة النظم لدى بعض اللغويين:

بدءا بسبويه180ه حيث بلغت الدراسة اللغوية أوجها عن الفارس و تلميذه إبن االجني، حيث تحدث سبويه عن معنى النظم بحديثه عن إئتلاف الكلام أي:

* المستقيم الحسن: سأأتيك غدا.

* المستقيم المحال: أتيتك غدا.

* المستقيم الكذب: حملت جبلا.

* المستقيم القبيح: قد زيد رأيت.

* المحال الكذب: سوف أشرب ماء البحر أمس.

لم يشر إلى مصطلح النظم و لكنه لمح إليه بكلمة الإستقامة أي تحدث عن مفهوم النظم مراعيا فيه أحوال النحو و أهمية النظم في تأليف الكلام.

2- فكرة النظم لدى بعض البلاغيين:

لم يوضحوا لنا فكرة النظم و الغرض منها و إنما هي ومضات في طريق سار عليها البلاغيون، حيث فرق الجاحظ255ه بين نظم الكلام و نظم القرآن الكريم و لم يشر إلى مصطلح النظم إنما أشار إلى الآتي:(التلاحم، السبك، الإفراغ) و هنا يبرز لنا إهتمام الجاحظ بالنظم،أما بالنسبة لأبو الهلال العسكري فيرى أن الكلام يحسن بسلاسته و سهولة صياغته تميز لفظه و حسن معناه و هنا وضع إحدى ركائز النظم و هي ان تقع كل كلمة في موضعها أي جودة( الرصف،السبك،الإئتلاف).  

3- النظم عند علماء الإعجاز القرآني:

نستهلها بالرماني386ه الذي تحدث عن النظم القرآني من خلال حديثه عن البلاغة أما بالنسبة للخطابي388ه فيعد من الأوائل الذين كتبوا في الإعجاز و تحدث عن النظم بمعنى التأليف في قوله:" ولا ترى نظما أحسن تأليفا و أشد تلاؤما و تشاكلا من نظمه" و النظم عنده ليس سهلا ميسورا و إنما يحتاج إلى ثقافة و مهارة.

يرى الباقلاني403ه بأن النظم القرآن مختلف عن كل جميع وجوه النظم المعتادة  في قوله:" أن عجيب نظمه و بديع تأليفه لا تفاوت و لا تباين على ما يتصرف إليه من الوجوه التي يتصرف فيها"، و يرى أن الإعجاز ليس في نفس الحروف إنما هو في نظمها و إحكام رصفها، أما عند القاضى عبد الجبار 415ه فقد زاد المصطلح وضوحا حيث يرى أن اللفظة لا تكون لها قيمة خارج التركيب، و رأى أن الفصاحة و البلاغة تقومان على ضم الكلمات و تقارنها.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق