الانزياح الإستبدالي في الخطاب الروائي

 

الانزياح الإستبدالي في الخطاب الروائي

الانزياح الإستبدالي في الخطاب الروائي

إن الانزياح أو الانحراف من أهم الظواهر التي تميز اللغة الروائية السردية ، فهو يسعى للتحرر من كل القيود اللغوية المفروضة ، فإن هذا النوع من الانزياح يتسم ببعض السمات المصاحبة له كالابتكار و الإثارة ، حيث يلاحظ من خلال لغة السرد الروائية للروائي مدى اهتمامه بالمشاهد و الصور الشعرية ، فيمكنه بذلك من بناء متنه على الخيال المركب و البلاغي ، فلا يكاد يخلو سطر واحد من أسطر الرواية من الصور البلاغية و لا سيما الاستعارة التي ظهرت بشكل مكثف مقارنة بالكناية ، وفي معرض حديثنا ندرج بعض النماذج المحكمة يليها إحصاء شبه كلي لكل من الاستعارة و الكناية داخل العمل الروائي .

1- الاستعارة:

تعرف الاستعارة عند أبو حسن الرماني بقوله :"الاستعارة استعمال العبارة علة غير ما وضعت له في أصل اللغة"[1]، و هي نوعين أولها تصريحيه و الثانية منكية ،فالتصريحية هي :"ما صرح فيها بلفظ المشبه به، أو ما أستعير فيها لفظة المشبه به للمشبه "[2]، أما المكنية فهي :" ما حذف فيها المشبه به و رمز إليه بشيء من لوازمه"[3].

2- الكناية:

الكناية أحد أساليب البلاغة و غالبا ما تصنف ضمن علم البيان ،و هي في اللغة "مصدر كنيت بكذا عن كذا إذا تركت التصريح به .و الكناية في اصطلاح أهل البلاغة : لفظ أطلق و أريد به لازما معناه، مع جوازا رادة ذلك المعنى"[4]، كما أنه هو التكلم بما يريد به خلاف الظاهر، أو ترك التصريح بالشيء إلى ما يساويه في اللزوم فينتقل منه إلى الملزوم، وهي تعد ابلغ من التصريح ،و أيضا تعرف الكناية بأنها لفظ يراد فيه معناه المخفي، وغاية لا يصل إليها إلا من لطف طبعه ،وصفت قريحته ،أي هي لفظ لا يقصد منه المعنى الحقيقي وإنما معنى لازما للمعنى الحقيقي ، والسر في بلاغتها أنها تعطيك الحقيقة مصحوبة بدليلها الحسي و القضية في طيها برهان ،و لها ثلاثة أنواع فإما عن صفة و هي ما يكنى به عن صفة، أوموصوف و هو ما يكنى به عن ذات موصوف ،أما نسبة فهي ما يصرح بالصفة و لكنها لا تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل بالموصوف.

 



[1] - بن رشيق القيرواني،العمدة،ط الخامسة،دار الجيل للنشر و التوزيع و الطباعة،سوريا،1981،ص.271.

[2]-عبد العزيز عتيق،علم البيان،دار النهضة العربية للطباعة و النشر،لبنان،1985،ص.176.

[3] - المرجع نفسه،ص.171.

[4] - عبد العزيز عتيق،علم البيان،دار النهضة العربية للطباعة و النشر،لبنان،1985،ص.203.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق