الرواية ومقوماتها الفنية - موضوع وفنية الرواية


المقومات الفنية للرواية - موضوع وفنية الرواية

المقومات الفنية للرواية - موضوع وفنية الرواية

       عرفت الرواية تأليفاً ودراسةً أهميّةً بالغة في عصرنا الحالي، وهو ما يمكن شرحه بقدرة هذا الفنّ على تجسّد مشاغل الحياة، واحتواء مشاكل العصر، ويمكن كذلك تفسيره بأنّ النصّ الروائي يتصف بالمرونة والتطويربناء ومقومات الفنية للرواية ؛ بحيث الا تقف عراقيل الزمن والتغيير في سبيل تطوّره. 

المقومات الفنية للرواية:

       عندما تخطف أسماعنا كلمة " رواية " يتبادر إلى أذهاننا : الطول في سرد الأحداث، ولكن في حقيقة الأمر ليس هذا العنصر الوحيد الذي يميز الرواية عن باقي الأجناس الأدبية النثرية الأخرى ، وإنما توجد مقومات فنية أخرى تجعل منها متميزة ذات متعة لقارئها، ومن هذه المقومات الفنية نذكر البعض من عناصرها وهي :

1- موضوع الرواية :

       أي عمل أو إبداع أدبي يرتكز حول حادثة واحدة رئيسية ، لتنـجّر منها أحداث ثانوية متعددة غيرها ، بالرغم من أن الأحداث والمجريات ترتكز حول بطل أو بطلين وعلى الأكثر ثلاث إلا أنه هناك شخصيات فرعية غير رئيسة أيضا تظهر في الرواية تقوم بتحريك وتجسيد هذه الأحداث أو المواضيع الثانوية.

2- فنية  الرواية :

كلما العمل الأدبي إقترب من خصائصه الفنية السليمة كلما كان أكثر إستعابا و أشد تعبيرا عما يعيش في الواقع الاجتماعي [1]، وعليه يفترض بالروائي أن يقدم شكلا يتناسب مع المضمون المتشابك الأحداث ومن أجل ذلك فإن عبد المحسن بدر ينظر إلى العمل الأدبي باعتباره تجليا لرؤية معينة ، ويرى أن ملامح الرؤية و تجسيدها في المضمون لا تتم إلا من خلال تشكيل العمل و عناصره المختلفة ، فانه لا يقف عند الجزئيات باعتبارها عناصر منفردة ، و إنما باعتبارها أجزاء في كل متكامل ، و يردف بعضها البعض ، و ينهي أحدهما الأخر[2] ، فهنا تظهر عبقرية الروائي في سرده لمجموعة الأحداث المتسلسلة و حرصا منه على أن لا يفقد العمل الأدبي فنيته لتشعب الأحداث فيه و الوقوف على تفاصيل يتم الإسهاب فيها و لفهم الرواية من الناحية الفنية و دراستها لابد للقارئ بصفة عامة أو الناقد بصفة خاصة الإحاطة أولا بأحداثها و شخصياتها و ما دار بينها في زقاق الرواية .  

     أصبح النص الروائي لمرونته وتطوره جنساً أدبيّاً متحوّالً باستمرار، متجدّداً على الدّوام ، يرتكز العمل الأدبي المعاصر علي أسس و من أهمها العنوان، فيتزاحم المؤلفون عليه بالعناية والاهتمام خاصة في الإنتاج الروائي الحديث والمعاصر، أما إذا تحدثنا عن اللغة في غالبها يجب أن تكون لغة راقية بكل مستوياتها واختيار لألفاظها بعناية شديدة لتصل بالقارئ إلى الاستمتاع بها.



[1]  - ينظر شايف عكاشة – اتجاهات النقد المعاصر في مصر – ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 1385 . ص:61

[2]  - ينظر – السعافين إبراهيم - تحولات السرد – دراسات في الرواية العربية – المركز العربي للمطبوعات بيروت ص 346

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق